أضرار الشرائح والمسامير – 7 مخاطر محتملة
أضرار الشرائح والمسامير في العظام
منذ عقود طويلة أصبحت الشرائح والمسامير من أهم التقنيات الجراحية لعلاج الكسور الصعبة والمعقدة. فهي تساعد على تثبيت العظام في مكانها الطبيعي وتُسرّع عملية الالتئام، ما يسمح للمريض بالعودة لنشاطه أسرع. لكن، مثل أي تدخل جراحي، قد يرافقها بعض الأضرار أو المضاعفات التي يجب على المريض معرفتها قبل الخضوع للعملية.
في هذا المقال نستعرض بشكل تفصيلي أضرار الشرائح والمسامير ، ونوضح فوائدها، ونصائح لتقليل المضاعفات، بالإضافة إلى الإجابة عن أكثر الأسئلة شيوعًا بين المرضى.
أضرار ومضاعفات الشرائح والمسامير
التهابات مكان الجراحة
أحد أبرز المخاطر هو العدوى. فقد تدخل البكتيريا عبر الجرح الجراحي مسببة التهابًا موضعيًا يظهر على شكل احمرار، سخونة أو ألم. غالبًا ما تتم السيطرة عليه بالمضادات الحيوية، لكن في بعض الحالات النادرة قد تنتشر العدوى إلى العظام أو مجرى الدم، ما يستدعي إزالة الشرائح وإعادة التدخل الجراحي.
رفض الجسم للشرائح والمسامير
رغم أن المواد المستخدمة مثل التيتانيوم والفولاذ المقاوم للصدأ متوافقة حيويًا مع الجسم، إلا أن بعض الحالات النادرة قد تعاني من رفض الجسم لها، فتظهر التهابات متكررة أو تورم مستمر حول مكان الكسر.
الحساسية من المعادن
بعض الأشخاص لديهم حساسية من النيكل أو التيتانيوم. تظهر الأعراض على شكل حكة أو طفح جلدي أو تهيج في الجلد. في هذه الحالة قد يلجأ الطبيب لتغيير نوع المعدن أو استبدال الأدوات المعدنية بأخرى مناسبة.
تقييد الحركة
إذا تم تثبيت الشرائح بالقرب من مفصل، قد يقل نطاق الحركة الطبيعي للمفصل مما يعيق بعض الأنشطة اليومية. العلاج الطبيعي المنتظم يساعد على استعادة المرونة والتقليل من التيبس.
الألم المزمن
يشكو بعض المرضى من استمرار الألم لفترة طويلة بعد العملية. السبب قد يكون ضغط الشرائح على الأعصاب أو العضلات، أو تأثرها بتغيرات الطقس، خاصة في الشتاء. هذه الآلام يمكن التحكم فيها بالأدوية أو العلاج الطبيعي، وفي حالات قليلة قد يوصي الطبيب بإزالة الشرائح.
كسر أو تحرك الشرائح
رغم قوتها، قد تتعرض الشرائح للكسر أو التحرك من مكانها. يحدث ذلك غالبًا عند التعرض لإصابة جديدة في نفس المنطقة أو بسبب استخدام أدوات منخفضة الجودة. هذا قد يؤدي لضرر إضافي في العظام ويحتاج إلى عملية تصحيحية.
التكلفة العالية
من بين عيوب الشرائح والمسامير ارتفاع تكلفتها نظرًا لغلاء المواد المصنعة منها، بالإضافة إلى تكاليف الأدوية والعلاج الطبيعي. وهنا يجب الحذر من المراكز منخفضة الأسعار التي قد تستخدم مواد غير آمنة تؤدي لمضاعفات خطيرة.
فوائد الشرائح والمسامير رغم أضرارها
رغم الأضرار المحتملة، تبقى الشرائح والمسامير الخيار الأفضل في كثير من حالات الكسور، ومن أبرز فوائدها:
-
تثبيت العظام بدقة وضمان التئامها في الوضع الصحيح.
-
منع تشوه العظام أو اعوجاجها بعد الالتئام.
-
مساعدة المريض على العودة للحركة أسرع وتقليل فترة النقاهة.
-
تقليل المضاعفات المرتبطة بالكسور غير المثبتة مثل تيبّس المفاصل أو ضمور العضلات.
نصائح لتقليل أضرار الشرائح والمسامير
-
اختيار طبيب ذو خبرة ومركز طبي مجهز.
-
الاهتمام بنظافة مكان الجرح ومتابعته بشكل دوري.
-
الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة.
-
البدء في العلاج الطبيعي في الوقت الذي يحدده الطبيب.
-
تجنب الأنشطة الشاقة أو الحركات المفاجئة خلال فترة التعافي.
-
التواصل مع الطبيب فور ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل تورم أو إفرازات أو ارتفاع حرارة الجسم.
أسئلة شائعة عن الشرائح والمسامير
هل يجب إزالة الشرائح والمسامير بعد التئام الكسر؟
ليس بالضرورة. في بعض الحالات تظل الشرائح داخل العظام لسنوات من دون أي مشكلة. لكن قد يوصي الطبيب بإزالتها إذا سببت ألمًا مزمنًا أو قيّدت الحركة.
ما العمر الافتراضي للشرائح والمسامير؟
غالبًا يمكن أن تظل مدى الحياة إذا لم تسبب مشكلات. لكن في الأطفال والشباب قد يُفضل إزالتها بعد فترة لضمان نمو العظام بشكل طبيعي.
هل تؤثر الشرائح والمسامير على أجهزة المطارات أو الرنين المغناطيسي؟
بعض الشرائح قد تظهر في أجهزة الكشف بالمطارات، لكن المريض يمكنه حمل تقرير طبي يوضح ذلك. أما بالنسبة للرنين المغناطيسي، فغالبًا لا تسبب مشكلة إذا كانت مصنوعة من التيتانيوم.
هل تعيق العودة لممارسة الرياضة؟
معظم المرضى يمكنهم العودة للرياضة بعد التئام الكسر والتأهيل بالعلاج الطبيعي، عادة بعد 3 إلى 6 أشهر حسب الحالة.
هل الألم بعد العملية طبيعي؟
الألم في الفترة الأولى طبيعي ويقل تدريجيًا. لكن إذا استمر لفترات طويلة أو زاد مع الوقت، يجب مراجعة الطبيب.
مدة بقاء الشرائح والمسامير في الجسم
من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن المرضى بعد الخضوع للجراحة: “هل ستبقى الشرائح والمسامير في جسدي طوال العمر؟”.
الإجابة هنا تعتمد على حالة كل مريض:
-
في بعض الحالات، يترك الطبيب الشرائح والمسامير مدى الحياة إذا لم تسبب أي مشكلات أو مضاعفات، خاصة مع كبار السن.
-
بينما في حالات أخرى، خصوصًا مع المرضى صغار السن أو في حال ظهور أعراض مثل الألم المزمن أو التهابات متكررة، قد يُقرر الطبيب إزالتها بعد فترة تتراوح بين عام إلى عامين بعد التئام الكسر.
-
عملية إزالة الشرائح والمسامير نفسها تُعد إجراءً جراحيًا بسيطًا نسبيًا مقارنة بعملية التثبيت الأولى، لكنها تحتاج أيضًا إلى فترة نقاهة ورعاية طبية.
البدائل الحديثة للشرائح والمسامير
مع تطور الطب ظهرت بدائل أخرى قد يوصي بها الأطباء بحسب طبيعة الكسر، مثل:
-
المسامير النخاعية: وتُستخدم خاصة في كسور العظام الطويلة مثل عظمة الفخذ أو الساق، وتتميز بأنها توضع داخل نخاع العظم، مما يوفر ثباتًا قويًا ويساعد على سرعة العودة للحركة.
-
التثبيت الخارجي: حيث يتم تركيب مثبت معدني خارج الجسم متصل بالعظم من خلال مسامير صغيرة، ويُستخدم غالبًا في الكسور المعقدة أو المفتوحة.
-
المثبتات الحيوية القابلة للذوبان: وهي تقنية حديثة ما زالت قيد التطوير، حيث تصنع الشرائح والمسامير من مواد تتحلل داخل الجسم مع الوقت دون الحاجة لعملية إزالة لاحقة.
هذه البدائل لا تعني الاستغناء عن الشرائح والمسامير التقليدية، بل يظل لكل وسيلة استخداماتها الخاصة حسب تقييم الطبيب للحالة.
في النهاية
الشرائح والمسامير من أهم الحلول الطبية الحديثة لعلاج الكسور، ورغم وجود بعض الأضرار المحتملة مثل العدوى أو الألم المزمن، إلا أن نسبة حدوثها قليلة مقارنة بفوائدها الكبيرة. الأهم هو اختيار طبيب متمرس، الالتزام بالتعليمات الطبية، والمتابعة المنتظمة لتقليل أي مضاعفات وضمان التئام العظام بصورة صحيحة.